wooolf
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ما تتمناه تجده
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» دائرة مغلقة
الوجه القديم I_icon_minitimeالأحد فبراير 21, 2010 1:55 pm من طرف the love

» اين الصواب ؟
الوجه القديم I_icon_minitimeالأحد فبراير 21, 2010 1:53 pm من طرف the love

» حــــــــــب عميـــــــق
الوجه القديم I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 26, 2010 1:13 pm من طرف the love

» رباعيات الدنيا والنسان
الوجه القديم I_icon_minitimeالسبت أكتوبر 03, 2009 11:31 pm من طرف the love

» كل عام وانت حبيبتى
الوجه القديم I_icon_minitimeالأربعاء مايو 20, 2009 2:25 pm من طرف the love

» كل عام وانت حبيبتى
الوجه القديم I_icon_minitimeالأربعاء مايو 20, 2009 2:09 pm من طرف the love

» اين انت يا حبيبتى ؟
الوجه القديم I_icon_minitimeالإثنين مايو 11, 2009 5:02 pm من طرف the love

» وعودنا ياقدر .
الوجه القديم I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 15, 2009 1:53 am من طرف the love

» وداعـــــــــــــــــا
الوجه القديم I_icon_minitimeالجمعة يناير 30, 2009 10:22 pm من طرف the love

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الفهرس
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث
منتدى
تمتع بكل ما هو جديد
منتيات wooolf تتمنى للجميع بقضاء وقت جيد والتمتع بما هو جديد

 

 الوجه القديم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
the love
Admin
the love


المساهمات : 178
تاريخ التسجيل : 30/08/2008
العمر : 37
الموقع : https://wooolf.yoo7.com

الوجه القديم Empty
مُساهمةموضوع: الوجه القديم   الوجه القديم I_icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 02, 2008 11:02 am

الوجه القديم


هو المساء من جديد.. المدينة متألقة كأرملة تستقبل جلوتها الثانية، وزياد رفيق التسكع يثرثر ضجراً: هذه المدينة، هذه العجوز المتصابية، لماذا ترمي بنا كل مساء في دوامة الحيرة والفراغ وتريد منا أن نحلم ونحن على أقدامنا؟..
-أنت تعاني من السأم يا صديقي…
-أحياناً، ينتفض عرق غاضب في كفي، وأتمنى أن أصفعك، أو أصفع نفسي…
-اصفعني إن كان هذا ينتشلك من السأم..
-مرة ثانية. تقول السأم؟. لا.. ليس ما أعاني منه هو السأم، إنه انتحار بطيء. انتحار متعب وطويل.. هل تدري أن نعمة الغباء رائعة؟. وإن تبلد الإحساس أمر مريح؟. وإلا ما رأيك في حالتي –وحالتك إن كنت لا تكابر- نحن الشابين المثقفين، يفاجئنا المساء فنخرج هائمين على وجهينا في الشوارع، يخنق عيوننا الألق المتدفق من أذرع الصبايا اللواتي يخطرن هنا وهناك، ونسير في الزحام فتشيع الجلبة في كياننا، وندور ببلاهة في دوامة الصخب والسيارات وقطيع القامات الذي يزحمنا على الأرصفة، حتى إذا أدركنا التعب ارتمى كل منا على سريره لينام بعين واحدة؟.
-ولماذا لا تبحث عن أشياء مختلفة؟..
-عبثاً نحاول.. لقد اهتممت بالتاريخ اهتماماً جدياً حتى صرت أعرف دهاليز روما كلها في عهود القياصرة.. ولكن هذا لم يكن شيئاً مختلفاً بالنسبة إليّ، ليس أمامنا كل مساء إلا ارتياد دار للسينما، أو التسكع في الشوارع، أو التحلق حول مائدة في مقهى.
-هل ترافقني إلى مقهى مختلف..
-أرافقك إلى جهنم، بشرط أن تنتزعني ولو لساعة مما أنا فيه.
-إنه مقهى طريف اكتشفته بطريق المصادفة.
-وأين يقع؟..
-في حي (جوزة الحدبا).
-لو تحاول مديرية السياحة أن تفيد منك كدليل في المدينة..
-صدقني يا زياد أنني قبل نزوحي إلى المدينة لم أكن أعرف القلق، كانت حدود الدنيا بالنسبة لي تنتهي شرقاً عند النهر وغرباً عند قرية الوردية، أما في الشمال والجنوب فإن أشجار الحور كانت تفصلني عن العالم، ومع هذا كنت سعيداً، لا أعرف سارتر والتويست والسمن المغشوش.
-هذا هو المقهى..
قال زياد ونحن ندخل: هذا أطرف مقهى رأيته في حياتي؟.. غرفة مستطيلة، ممتدة نحو الداخل، صفت فيها أربعة مقاعد مستطيلة متقابلة، وقد كانت بلاشك واحدة من هذه الدكاكين التي تجاورها..
في آخر الغرفة ملحق هو ديوان نصف دائري، صفت فيه بدوره مقاعد جلدية قديمة، ورشقت على جدرانه مجموعة من الصور الملونة تمثل عنترة العبسي وأبا زيد الهلالي والزير سالم أبا ليلى المهلهل، في يمين كل منهم سيف مسلول، وتحته حصان أسود، والغضب يتراقص على شواربهم المعقوصة، والويل للأعداء..
أما جدران الغرفة المستطيلة المكلسة فخالية إلا من إعلانين كتب على أحدهما سعر الشاي –وهو المشروب الوحيد في المقهى- أما الثاني فيرجو الزبائن –الكرام طبعاً- عدم إيداع أمانات في المقهى..
وفي منتصف المكان، "عدة الشاي" وأمامها يقف صاحب المقهى
-عرفنا أن اسمه أبو حمدي- بصدارته القذرة، ويديه المبتلتين، وسيكارته التي لا تفارق شفتيه..
كان زياد ينظر حوله في المقهى وفي عينيه تلتمع فرحة طفل قاده أبوه –للمرة الأولى- إلى مكان توزع فيه السكاكر والهدايا، وعبر عن اغتباطه بقوله: بعد اليوم لن أسهر إلا في هذا المقهى، سئمت الستريو، وسئمت قاعة المحاضرات ومعارض الرسم، والمسرح..
-أنت تخدع نفسك يا صديقي… ستسأم هذا المقهى كما سئمت غيره.
لم يرد زياد على تعقيبي بل راح يحدق في وجوه الجالسين وقال:
هل ترى إلى نظراتهم؟. إنها موجهة إلينا…
-نحن وجهان جديدان في المقهى، إن رواد هذا المقهى يعرف كل منهم الآخر.
حقاً.. كان رواد المقهى كلهم من الكهول والشيوخ، ترتسم على وجوههم علامات الفقر والتعاسة… ولفت زياد نظري إلى رجل يجلس قبالتنا، على وجهه طيبة الشيوخ وبؤس الكادحين:
-انظر إلى هذا الشيخ، إن قلبي يكاد ينفطر وأنا أتأمله.. هل تدري أن ورقة نقدية بمئة ليرة تنقله إلى عالم آخر..
-لنفترض أن فراستك صادقة.. هل هذا الشيخ هو البائس الوحيد في الدنيا؟..
-لم تفهمني… إنني أرى نفسي قزماً أمام بؤسه، أنا وشهادتي ومركزي وأناقتي ورصيدي من الثقافة، بل أشعر أنني تافه، أنت تعلم أنني دفعت في سهرة أمس ألفاً وسبعمائة ليرة بينما يتمنى هذا المسكين قطعة من اللحم؟..
-هل هي نوبة إنسانية جديدة؟..
-كم أنت متعب.. ألا تستطيع أن تفهمني؟. إنني عادة أنسى كل شيء في غمرة العمل ولكن وجه هذا الشيخ، وفي مثل هذا المكان، يضعني أمام سؤال ملح:
لماذا تسير الدنيا كالسكران؟. قارن بين هذا المسكين وبين أصدقائك وصديقاتك الذين يرقصون في الستريوهات كل ليلة حتى الفجر؟. إذا فوجئتْ ميمي بألم بسيط في ضرسها فثلاثة أطباء سيجندون لمعالجة الضرس العزيز، والمريضة يجب أن ترتاح في سريرها، والأصدقاء يتهافتون عليها زائرين وحاملين باقات الزنبق، الحكاية ليست عادية، ولا بسيطة، إن ضرس ميمي يؤلمها، فعلى النجوم أن تسقط، وعلى الفلك أن يغير دورته، وعلى العالم أن يسير على طرفي قدميه حتى لا يزعجها، أما إذا بات أمثال هذا الشيخ دون طعام، أما إذا مات ابنه لعدم توفر ثمن للدواء، أما إذا حرم عشرة أطفال من الدراسة، فأمر على الهامش..
قال زياد هذا وأراد أن يؤكد فراسته فمال على كهل يجاوره وسأله عن الشيخ الذي يجلس قبالتنا، فتردد الرجل قليلاً ثم قال: هذا أبو إبراهيم.. مسكين.. يعيش وحيداً، وله أخت في قرية كفرسوسة تزوره كل أسبوع مرة لتغسل ثيابه..
-وماهي مهنته؟.
-يتعاون مع اثنين من رفاقه في تفريغ قضبان حديد البناء من الشاحنات في منطقة بين الحواصل، يأخذ مئتي ليرة يومياً ويدفع نصفها لزميليه.. لأنهما وافقا على أن يظل هو فوق ظهر السيارة ويمد لهما القضبان ليحملاها إلى المخزن.
-وماذا يفعل ابنه إبراهيم؟.
-ليس له ولد، ولم يتزوج، ولكنه يكنى بأبي إبراهيم، ولماذا يتزوج؟. إن مايكسبه لا يطمعه إلا الفول والحمص والفلافل، فهو يدفع ربع أجره للغرفة التي يسكنها والله أنا أكسب ضعف ما يكسب واللحم لا يدخل بيتي إلا مرة في الأسبوع، خلها مستورة..
وعاد زياد ينظر إليّ وكأنه يريد أن يؤكد أن فراسته لا تخيب، فأشرت إلى رجل يجلس في أقصى المقهى، تبدو عليه علامات الرفاهية، وإلى جانبه يجلس طفل صغير، وقلت: هات، أبن لي مدى فراستك.. ماذا تقول عن هذا الرجل؟. فتأمله زياد ثم قال وكأنه يقرأ في كتاب: هذا تاجر في سوق الحرير، يمتلك دارين شرقيتين في حي القيمرية، يسكن إحداهما ويؤجر الثانية لأربعة مستأجرين.. أما داره فهي قسمان: "تحتاني وفوقاني" في الأسفل تسكن زوجته الأولى وأبناؤها الثلاثة، وفي الطابق العلوي تسكن زوجته الثانية وولداها.. الأولى في الثانية والأربعين من عمرها، أصغر منه بأربع سنوات، عودها رفيع، وجهها شمعي، وعيناها سوداوان، واسعتان، وهي طيبة السريرة، وحساسة، وتعرف كيف تداري أيامها، أم الثانية ففي الرابعة والعشرين من عمرها، فتية مغرية، بيضاء، ومن الرواد المدمنين لشاشة المسلسلات العربية، وهي تحاول أن تكون في المنزل صاحبة الكلمة العليا…
والزوج يكسب في اليوم أكثر من ألفي ليرة، ومع هذا فهو يطلب المزيد.. أغلق محله هذا المساء وسار إلى البيت يحمل، رغم فصل الصيف، رطلاً من القطايف والقشدة، وتناول عشاءه وهو يستمع إلى نشرة الأنباء المصورة وقد حشا جوفه بثماني حبات من الكوسا وبصحن من القطايف، ثم تجشأ، وارتاح قليلاً، وخرج إلى المقهى ينتظر أحد المستأجرين الذي ترك الغرفة منذ أيام دون أن يسدد الأجرة التي لا تزال بذمته. فقد قيل له أنه يجلس في هذا المقهى.. أما الطفل الصغير فهو ابنه من زوجته الأولى التي حرصت على أن يرافقه حتى لا يتأخر في العودة، فالليلة ليلتها ونادراً ما يأتيها مبكراً.
كان أبو حمدي قد وضع أمامنا إبريقين صغيرين من الشاي دون أن نطلبهما، ومع رشفات الشاي تابع زياد التدخين والثرثرة، وكان يتفرس في وجوه الجالسين ثم يميل علي ليروي لي حكاية صاحب كل وجه تفرس في ملامحه.
ونهضنا مع منتصف الليل إلى الزّقاق. ومنه انطلقنا نجول في أزقة أخرى متفرعة لا يؤنسنا فيها إلا بعض السابلة الذين يمرون بنا مسرعين فتغيبهم الأبواب أو المنعطفات..
ومرت ساعتان ونحن في جولتنا ننتقل من زقاق إلى آخر كغريبين في مدينة جاحدة تسخر حجارة شوارعها من لا جدوى خطاهما..
وقطع زياد حبل الصمت يسألني بماذا تفكر؟..
-أفكر في أبي إبراهيم.
-ألم تنته من قصته في المقهى؟.
-بدأتها حيث انتهيت أنت منها..
-هل بدأت تتفاصح؟..
-أجل.. سأتفاصح.. أبو إبراهيم هذا رمز غربة إنساننا الذي يحلم على قدميه وينام بعين واحدة.. هو أنت وأنا وصديقنا حيدر، كما أتمنى لو كان بيدي أمر بعث زلزال في أرض المدينة، إذن لأخرجت الناس كلهم من مخادعهم مذعورين وأمرتهم أن يقفوا أمام أبي إبراهيم مستغفرين حتى يصفح عنهم..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wooolf.yoo7.com
 
الوجه القديم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
wooolf :: المنتدى الادبى :: الروايات والقصص القصيرة-
انتقل الى: